رقم الاقامة غير موجود.

خطبة نهاية العام الهجري

شركة-عوض-بادي-نحاس June 16, 2021
  1. الموقع الرسمي للدكتور عمر بن عبدالله المقبل-وقفات مع نهاية العام
  2. خطبة عن نهاية العام الهجري
  3. خطب نهاية العام الهجري
  4. خطبة نهاية العام الهجري 2019

5/ ومُضيّ عام، يعني في الحقيقة زيادة في العمر، وتقدّم في السنوات. وطولُ الأمل وحب البقاء في الدنيا مما جبل عليه الإنسان، كما في الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَهرَم ابنُ آدم وتشبّ منه اثنتان: الحرصُ على المال، والحرصُ على العمر)). ( [2]) ولكن اسمح لي -أيها الأخ المبارك- أن أسألك: ما الذي يجعلك تتمنى طولَ العمر وتحرص على الحياة؟ هل أنت تتمنى طول الحياة فيها كما تمناها معاذٌ حينما حضرته الوفاةُ إذ يقول: اللهم إنك كنتَ تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لكري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لصيام الهواجر، وقيام الليل، ومزاحمة العلماء بالرُّكَب عند حِلَقِ الذكر! أم أنت تتمنى طولَ العمر لما تمناه ابنُ الجوزي رحمه الله-الذي عاش سبعاً وثمانين سنة- وكان يقول في أحد دعواته: "اللهم إنك تعلم أني لا أريد طولَ الحياة إلا لأزداد من العلم بك، وبأسمائك وصفاتك! " ( [3]). يقول ابن القيم رحمه الله: " وإنما حَسُنَ طول العمر ونَفَعَ؛ ليحصل التذكر والاستدراك، واغتنام الفرص، والتوبة النصوح كما قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ [فاطر: 37] فمن لم يورثه التعمير وطول البقاء إصلاحُ معائبه، وتداركُ فارطه، واغتنامُ بقية أنفاسه، فيعمل على حياةِ قلبه، وحصول النعيم المقيم؛ وإلا فلا خير له في حياته، فإن العبد على جناح سفر، إما إلى الجنة وإما إلى النار، فإذا طال عمره، وحسُن عملُه؛ كان طول سفره زيادةً له في حصول النعيم واللذة،... وإذا طال عمره وساءَ عملُه؛ كان طول سفره زيادة في ألمه وعذابه، ونزولاً له إلى أسفل " ( [4]) انتهى كلامه –رحمه الله-.

الموقع الرسمي للدكتور عمر بن عبدالله المقبل-وقفات مع نهاية العام

خطبة عن نهاية العام الهجري

  • نظام ساند صرف معاشات المتعاقدين عبر نظام التأمينات الاجتماعية بالسعودية - ثقفني
  • خطبة في نهاية العام الهجري
  • خطبة نهاية العام الهجري

خطب نهاية العام الهجري

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد ن يذكر أو أراد شكوراً. والحمد لله الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: أيها الناس اتقوا الله واعتبروا بما ترون وتسمعون. تمر الشهور بعد الشهور والأعوام بعد الأعوام ونحن في سبات غافلون. ومهما عشت يا ابن آدم فإلى الثمانين أو التسعين. وهبك بلغت المئتين. فما أقصرها من مدة وما أقله من عمر. قيل لنوح عليه الصلاة والسلام، وقد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً: كيف رأيت هذه الدنيا؟ فقال: كداخل من باب وخارج من آخر، فاتقوا الله أيها الناس. وتَبَصّروا في هذه الأيام والليالي، فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم. وكل يوم يمر بكم فإنه يبعدكم عن الدنيا ويقربكم من الآخرة. فطوبى لعبد اغتنم هذه الأيام بما يقرّبه إلى الله. طوبى لعبد شغلها بالطاعات. واتعظ بما فيها من العظات. تنقضي بها الأعمار (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [النور:44] عباد الله: جمعتكم هذه هي آخر جمعة من هذا العام الهجري فبعد أيام قلائل سيطوى سجله عمله، فهنيئاً لمن أحسن فيه واستقام.

خطبة نهاية العام الهجري 2019

وويل لمن أساء وارتكب الإجرام. هلم نتساءل عن هذا العام كيف قضيناه؟ ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه. فإن كان خيراً حمدنا الله وشكرناه. وإن كان شراً تبنا إلى الله واستغفرناه. كم يتمنى المرء تمام شهره. وهو يعلم أن ذلك يَنْقصُ من عمره. وأنها مراحل يقطعها من سفره. وصفات يطويها من دفتره. وخطوات يمشيها إلى قبره. فهل يفرح بذلك إلا من استعد للقدوم على ربه بامتثال أمره. عباد الله: ألم تروا إلى هذه الشمس كل يوم تطلع وتغرب. ففي طلوعها ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار. وإنما هي طلوع ثم غروب. ألم تروا إلى هذه الأعوام تتجدد عاماً بعد عام. فأنتم تودعون عاماً شهياً عليكم وتستقبلون عاماً جديداً مقبلاً إليكم. فبماذا تودعون العام الماضي وتستقبلون العام الجديد. فليقف كل منا مع نفسه محاسباً ماذا أسفت في عامي الماضي. فإن كان خيراً ازداد وإن يكن غير ذلك أقلع وأناب. فإنما تمحي السيئة الحسنة. قال –صلى الله عليه وسلم-: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" ليحاسب كل منا نفسه عن فرائض الإسلام وأدائها. عن حقوق المخلوقين والتخلص منها. عن أمواله التي جمعها من أين وجاءت وكيف ينفقها؟ أيها الناس: حاسبوا أنفسكم اليوم فأنتم أقدر العلاج منكم غداً؛ فإنكم لا تدرون ما يأتي به الغد.

لنا في سلفِنا الصّالحين، من الصّحابةِ والتّابعين، والعلماء الربّانيّين خيرَ أسوةٍ ؛ فكَمْ وكمْ خَلَوْا بأنفسِهم فحاسبُوها، وعاتبُوها وأنّبُوها؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعتُ عمرَ بن الخطّابِ لمّا دخل بستانًا من البساتينِ وما عنده أحدٌ وقف مع نفسِه يناديها قائلاً لها: " عمرُ أميرُ المؤمنين! بخٍ بخٍ!! ، واللهِ يا ابنَ الخطّابِ لتتقينَّ اللهَ أو ليُعذِّبَنَّك َ". ويقولُ مالكُ بن دينار رحمه الله: " رحِمَ اللهُ عبداً قال لنفسِه: ألستِ صاحبةَ كذا، ألستِ صاحبةَ كذا ، ثمّ زَمَّها ، ثم خَطَمَها ، ثمّ ألزَمَها كتابَ اللهِ عزّ وجلّ فكانَ لها قائداً ". وهذا أبو العبّاس الموصليُّ رحمه الله يقولُ لنفسِه: " يا نفسُ لا في الدُّنيا مع أبناءِ الملوكِ تتنعّمينَ، ولا في طلبِ الآخرةِ مع العبّادِ تجتهدينَ؛ كأنّي بكِ بين الجنّةِ والنّارِ تُحبَسِينَ؛ يا نفسُ ألا تَسْتَحِينَ؟! " وأنت أيّها الأخ الكريمُ! حاسِبْ نفسَك في ختامِ هذا العامِ، وسلْ نفسَك عَنْ فَرَائِضِ اللهِ تَعَالَى هَلْ أَدَّيْتَهَا؟ وعن حدودِ اللهِ هل اتّقيتَها؟ وَعَنْ حُقُوقِ الْعِبَادِ هَلْ وَفَّيْتَهَا؟ مَا حَالُكَ مَعَ الصَّلاَةِ؟ هَلْ تُؤَدِّيهَا مَعَ الْجَمَاعَةِ بِشُرُوطِهَا وَأَرْكَانِهَا وَوَاجِبَاتِهَا؟ هَلْ مَا زِلْتَ مُقَصِّراً فِي حُضُورِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَشهودِها؟ أَمْ مَا زِلْتَ غَافِلاً عَنْ تِلاَوَةِ كِتَابِ اللهِ جلّ وعلا؟، وَقَدْ كُنْتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَيْهِ مُقْبِلاً؟ مَا حَالُكَ مَعَ النَّوَافِلِ وَالْمُسْتَحَبَّاتِ، والسّننِ والمندوباتِ؟ الّتي هِيَ عَلاَمَةُ الإِيمَانِ، وَطَرِيقُ مَحَبَّةِ الرَّحْمَنِ.

وقفاتٌ مع نهاية العام الحمد لله المبدي المعيد، يُعطِي ويمنع، ويقبض ويبسط، ويخفض ويرفع، وهو الولي الحميد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وهو على كل شيءٍ شهيد، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله، وصفيه وخليله، شهادةً أرجو بها النجاة يوم العرض على الكريم المجيد، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم المزيد، أما بعد: فأوصيكم ونفسي -أيها المسلمون- بتقوى الله تعالى، فبالتقوى يصل المسلم إلى بَر السلامة، ويسعد في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة. أيها الإخوة في الله: إن نهاية الأعوام، وبداية السنوات لها في النفس أثرٌ معنوي، ودلالات معينة، وهي تختلف من شخص لآخر بحسب دينه، وبحسب نظرته للحياة، إلا أن المسلم الفطن -وهو يعيش أواخر عام وبدايات آخر- يتعامل مع هذه المناسبة بتعامل آخر، يحكُمه في ذلك الشرع والعقل، ومِن آثارِ هذا التعامل ومظاهره: 1/ أن المسلم ينظر إلى تصرم الأعوام والسنين، وهو يتذكر حقيقة هذه الدنيا، وأنها إلى زوال وفناء.. كل ما تراه عينك أو سَمِعَتْ به أذنك سيؤول إلى يباب وخراب، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [يونس: 24].